نشرت الكاتبة إيما غراهام هاريسون في صحيفة غارديان البريطانية...ان أبرز الأطراف المتورطة في الحرب الأهلية في سوريا المستمرة منذ 6 سنوات سيجتمعون في استانة لبدء جولة جديدة من المحادثات.
وأضافت أن “روسيا وتركيا نظمتا هذه المحادثات بدعم إيراني”، مشيرة إلى أنها من ضمن المحاولات المبذولة في الفترة الأخيرة لنقل الصراع من أرض المعركة إلى طاولة المفاوضات.
وتابعت بالقول إن “الصراع في سوريا قتل لغاية الآن نحو نصف مليون سوري كما هجر 22 مليون آخرين من منازلهم”، مضيفة أن “جميع المساعي السابقة لإنهاء القتال في البلاد لم تفلح لفقدان الثقة بين تلك الأطراف ولعدم وجود ثقة في هذه المحادثات أو لغياب الرغبة الحقيقية في نجاح هذه المفاوضات لدى الأطراف السورية القوية والأطراف الأجنبية المساندة لها”.
وقالت هاريسون أيضا إن السلام في سوريا لا يعني نهاية أزمة اللاجئين السوريين، لأن وحشية الحرب خلقت بيئة غير مواتية للاستقرار.
واختتمت مقالها بالقول إن أي رؤية لسوريا جديدة يمكن أن تتفق عليها المعارضة والنظام ستجد شبح تنظيم الدولة يرافقها كظلها، علما بأن مسلحي التنظيم على استعداد دائم للقتال ويتمنون الموت.
وكانت هاريسون قد أشارت في مقالها إلى أن محادثات أستانا تأتي عقب تغيّر كبير في ميزان القوة لصالح النظام السوري بعد الاستيلاء على حلب، وأنها تنعقد بدعم من اللاعبين الدوليين الذين تحكمت أموالهم وأسلحتهم في سير الحرب، وعقب وقف إطلاق النار الذي بدأ أواخر الشهر الماضي وساعد في كبح أعمال القتال في غالبية مناطق البلاد، الأمر الذي قالت الكاتبة إنه يساعد أيضا في بناء الثقة.
ولم تنس هاريسون فوز الرئيس الأميركي دونالد ترمب برئاسة أميركا، قائلة إنه ساهم هو الآخر في إضعاف آمال المعارضة، لأن ترمب أعلن أنه غير معني بأي شيء في سوريا غير القضاء على تنظيم الدولة وسيعمل بالتنسيق مع روسيا لتحقيق هذا الهدف.
كذلك أشارت الكاتبة إلى أن القوى الخارجية التي كانت تدعم المعارضة وتطالب بإبعاد الأسد شرطا للسلام قد وافقت على أن مطلبها هذا ليس مطلبا سياسيا مجديا.
وعن تركيا الداعم الرئيسي للمعارضة السورية التي تؤوي الآن حوالي 2.8 مليون لاجئ سوري، قالت الكاتبة إنها أصبحت تتطلع للسلام في سوريا، فهي في مرحلة تقارب مع روسيا ويبدو أنها قبلت ببقاء الأسد لتركز على التقليل من تأثير أزمات سوريا عليها.
تعليقات
إرسال تعليق
بتعليقك نعلم انك معنا على تواصل دوما